الخميس، 1 ديسمبر 2011

عن الخديج أحدثكم.،،،

تجربة ولادة ابني (خديجاً) أثرت فيني كثيراً؛ فمن دون مقدمات، وفي نهاية شهرها السابع وضعت زوجتي طفلنا الأول (عبدالله). ولد هذا الصغير ووزنه 1.8 كيلوجرام! كان قطعة لحم لا حول لها ولا قوة، نقلوه بسرعة إلى حضانة الخدج، وضعوه في زجاجة، أراهم يتكومون عليه من نافذة صغيرة في وسط باب الحضانة، اختلطت مشاعر الفرح بالذعر، فهو صغير جداً، واجتماعهم أثار ريبتي، لم يكن فعلهم غير اعتيادي، ولكني عديم الخبرة، ثم سألت نفسي لماذا فجأة أحببته، والأن أعيش رعباً عليه؟ من اللذي انزل هذه المحبة في قلبي في دقائق معدودة! تمنيت لحظتها أنني طبيب فأشرف بنفسي على حالته.. استقرت حالته قليلاً، وطمئنني الطبيب أن وضعه طبيعي لمثل حالته، ولكن يحتاج لإسبوعين على الأقل لنتمكن من إخراجه، لاحقاً أخرجناه بعد 26 يوماً قضاها في الحضانة، راقبته بقلق حتى خرج، كان من الضعف والوهن أن لم يستطيع حتى الرضاعة، فكانوا يعطونه الحليب عن طريق انبوب موصول من فمه إلى امعائه.. وبعد فترة تحسنت صحته قليلاً وزاد وزنه، كانوا يومياً يقيسون وزنه، وكانت هذه من أكثر اللحظات إثارة لنا، فقد كنا نتقافز فرحاً إذا زاد 20 جرام في اليوم. ولكن ما أثار استغرابي أنهم قرروا أن يبدؤا بإرضاعه تدريجياً، فهو لا يعلم كيف يرضع، وفمه أضعف من أن يستطيع مص الرضّاعة، وفعلاً بدأ يتعلم تدريجياً، وتزيد الجرعات تباعاً، فسبحان من علم هذا الخديج!
لم أتخيل أن أخرج في أخر الليل لكي أبقى بجانبه حتى الفجر، فقط أنظر إليه، وأدعوا ربي بأن يحفظه، كان منظره مؤلماً والأسلاك تغطي جسده النحيل، أتابع نبضات قلبه، ومستوى تنفسه، ونسبة الأوكسجين في الدم، حفظت الأرقام، وصرت أعرف المعدل الطبيعي، ويصيبني القلق إذا زادت أو نقصت هذه الأرقام عن المفروض. أحسست بالهوان والضعف، فماذا استطيع أن أفعل له، كل ما أملك أن أتوجه للكريم المنان.. أضع إصبعي الصغير في قبضة يده فيضمها وكأنه يحاول أن يخبرني شيئاً، كانت هذه الضمه كافية لي لكي أشتاق للعودة لتلك اليد الصغيرة، وكأنها هي التي تحتويني، داومت على زيارته يومياً، وزوجتي مرتين وأحياناً ثلاث مرات يومياً. إقترح علينا الطبيب أن ينقل طفلي بعد اكماله إسبوعين إلى غرفة داخل الحضانة؛ قائلاً بأنه ثبت طبياً أن الطفل إذا حضنته والدته، ولامس جلده جلدها أحس بالأمان والراحة، وهو ما يساعد على سرعة تحسن حالته الصحية! بل إن التحدث إليه يريحه، فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم.
والأن طفلي في شهره الخامس، بدأ في تمييزي وأمه، وأكتشف من يومين أن له لسان فصار يلعب به، وأصبح يعرف الرضّاعة فيضحك ويكاد يقفز إذا رأها! فسبحانك ربي كيف علمته، وسبحانك ربي ما أحلمك أن استجبت دعائي على ما أنا فيه من تقصير.. فلله الحمد من قبل ومن بعد.

(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)

ختاماً هذه أبيات أعجبتني..

لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليه هداك ...
و لعل ما في النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناك ...
و الكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرا لها أعياك ...
قل للطبيب تخطفته يد الردى : من يا طبيب بطبه أرداك ؟؟ ...
قل للمريض نجا و عوفي بعدما عجزت فنون الطب : من عافاك ؟؟ ...
قل للصحيح يموت لا من علة : من بالمنايا يا صحيح دهاك ؟؟ ...
قل للبصير و كان يحذر حفرة فهوى بها : من ذا الذي أهواك ؟؟ ...
بل اسئل الأعمى خطى بين الزحام بلا اصطدام : من يقود خطاك ؟؟ ...

قل للجنين يعيش معزولا بلا راع و مرعى : من الذي يرعاك ؟؟ ...
قل للوليد بكى و أجهش بالبكاء لدى الولادة : من الذي أبكاك ؟؟ ...

يا منبت الأزهار عاطرة الشذى ... يا مجري الأنهار عاذبة الندى ...
ما خاب يوما من دعا و رجاك ...
يا أيها الإنسان مهلا .........
ما الذي بالله جل جلاله أغراك ؟؟؟؟؟

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

Subject of a very beautiful
God protect you and your son

غير معرف يقول...

الله يحفظه
ويتربئ في عزكم
متابع لمدونتك بصمت