الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

الإجهاض في أمريكا.. ومليون حالة حمل للمراهقات سنوياً!



في الولايات المتحدة تعتبر قضية الإجهاض المتعمد أحد أكثر القضايا جدلية في المجتمع الأمريكي، فهناك من يعارضها لأسباب دينية وهي قتل النفس، وهناك من يؤيدها بدعوى حرية المرأة في إتخاذ قرارها والتحكم في جسدها. في عام 1973 أعلنت المحكمة العليا أن للنساء حق دستوري في الإجهاض، ثم في عام 2003 وقّع الرئيس الأمريكي جورج بوش قانون يحظر الاجهاض في المراحل الأخيرة من الحمل، حيث قال إن الحكومة "تدافع عن الأطفال الأبرياء".هذه القضية نجدها حاضرة دائماً في اللعبة الإنتخابية، فبينما يعارض الحزب الجمهوري الإجهاض، فإن الحزب الديموقراطي يدعمه. وقد أظهر استطلاع لرويترز أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما حصل على تأييد 55% من أصوات النساء لنظرته المرنة تجاه قضايا حقوق الإجهاض وزواج المثليين. وقد بلغ عدد حالات الإجهاض منذ عام 1973 وحتى الآن أكثر من 55 مليون حالة، وهذه السنة 2012 لوحدها تجاوزت المليون حالة.
في عام 2009 كان الطبيب جورج تيلر (67عام) يهم بدخول كنيسة قبل أن يُغتال من قبل مسلح لاذ بالفرار، وهذا الطبيب كان من القلائل الذين يوافقون على اجراء اجهاض في فترات متقدمة من الحمل. وكثيرا ما كانت تنظم تظاهرات مناهضة له امام عيادته التي كان يجري فيها عمليات الاجهاض، وقد صدرت إدانة شديدة من الرئيس بارك أوباما على هذه الحادثة مؤكداً أن قضية لن تُحل بالعنف.
وفي بلد يبلغ حمل المراهقات فيه أكثر من مليون حالة سنوياً، وهي الأعلى عدداً ونسبة في العالم، يبذل المتدينون جهوداً مضنيه لتجريم الإجهاض، وهناك جمعيات كثيرة تزور المراكز الطبية التي تستقبل الحوامل الراغبات بالإجهاض وذلك لإقناعهن "بحرمة" الإجهاض، ويحالفهم الحظ أحياناً في إقناع البعض، كما أن جميع مراكز الرعاية الصحية في أمريكا تقدم الواقيات الذكرية مجاناً وذلك في محاولة للحد من حالات الحمل الغير مرغوب به.. ولكن ما يثير حيرتي فعلاً والتي طرحتها على استاذي وزملائي في المحاضرة، لماذا يركز معارضوا الإجهاض عليه، بينما لانسمع منهم معارضه أو حتى تحذير من ممارسة الجنس قبل الزواج، وهو محرم في المسيحية بالمناسبة. بإختصار هم يركزون على النتيجة، لكنهم لايحاولون معالجة الأسباب، وأهمها "الجنس قبل الزواج" والذي أدى لحمل أكثر من مليون مراهقة! لم يعلق أحد من زملائي، لكن الأستاذ قال بالتأكيد أن ما تقوله صحيح، لكن بسبب أن الجنس قبل الزواج أصبح هو الأصل في المجتمع الأمريكي، فإننا نناقش النتائج ونتجاهل الأسباب، مؤكداً أن الجميع يعلم أن المسيحية تحرم الجنس قبل الزواج، ولكن الجميع أيضاً يتجاهل هذه الحقيقة.
دمتم بخير.

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

وفاز أبوحسين.. دروس وعبر .. شاهدتها!



اسدل الستار البارحة على فوز كبير للرئيس الأمريكي بارك أوباما على نظيرة مت رومني، ومخالفاً كل التوقعات واستطلاعات الرأي، حيث فاز أوباما بـ 303 نقطة، بينما حصد رومني 206، ويكفي المرشح أن يحصل على 270 نقطة ليضمن المقعد الرئاسي. وبلغ العدد الإجمالي للمصوتين أكثر من 117 مليون  ناخب.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت الأجواء في الولايات المتأرجحة (أو المترددة) والتي لم تحسم لأحد الطرفين بعد صاخبه، والحملات الإنتخابية على أشدها وأنصار الفريقين ينتظرون لساعات في أجواء باردة ليسمعوا خطاب مرشحهم المفضل، مثل أوهايوا والتي اختارت لاحقاً أوباما. بينما الولايات المحسومة والتي كان يعلم المرشحان أنهما سيحصلان عليها فكانت أكثر هدوءً، فليس هناك ما يستدعي إضاعة الوقت والمال فيها، مثلاً كلفورنيا كانت محسومة لأوباما، وتكساس محسومة لرومني.
وبما أني أدرس مادة الآن عن الرئاسة الأمريكية فكان موضوع الإنتخابات حاضراً في كل محاضرة، وكانت القاعة منقسمة بين أوباما ورومني، لكن ما أعجبني فعلاً أن لامجاملة لدى الأمريكيين، فمناصري أوباما كانوا أول من ينتقده على سياساته الخاطأة ووعوده الرنانة التي لم يحقق الكثير منها، لم يحاولوا تلميع صورته أمام أنصار رومني، لكن في المقابل كانوا يؤمنون أن أوباما رغم "سؤه" أفضل من رومني. وفي المقابل مناصري رومني كانوا ينتقدونه على بعض تصريحاته والأخطاء التي صدرت منه مثل الفديو المسرب الذي تحدث أن هناك 47% من الشعب الأمريكي سيصوتون لأوباما في كل الأحوال، وأنهم لايهمونه.
بالرغم من هذه الأجواء الحماسية والتنافسية لم نرى أي احتكاك أو مشاكل بين الطرفين، كلٌ يعمل ويحترم الأخر.
والبارحة كنت أحضر تجمع في جامعتي نظمه قسم العلوم السياسية لمتابعة صدور النتائج والتي كانت تأتي تباعا،ً وكل بضع دقائق يعلن عن فوز أحد المرشحين بإحدى الولايات، فتتعالى أصوات المناصرين، كانوا يجلسون بجانب بعضهم البعض دون احتقانات أو تشنجات، أبهرنتي هذه الروح الجميلة. وقد توّج الروح الجميلة مباركة رومني لأوباما والتي تمنى بها التوفيق للرئيس وأثنى عليه، ثم حضر الرد الأجمل من أوباما الذي أثنى على رومني وفريق عمله. هذه القيم يتعلمها صغارهم وينشؤون عليها، وهي بكل تأكيد أحد أسرار سيادتهم للعالم.
سواء كنت تحب أو تكره أمريكا، يجب أن تكون منصفاً في وصف هذا العرس الرئاسي البهيج، الجميع يتوجه للشعب ويطلب رضاه لكي يحصل على أصواته ويصل للكرسي، ثم يعلم أن أمامه 4 سنوات وسيقول الشعب كلمته من خلال تقييمه لعملك، فالشعب هو الرقيب الأول. ثم إن الرئيس حتى لو ترشح لفترة رئاسية ثانية، فإنه حريص على تقديم ما يرضي الشعب عنه، فهو من جهة أخرى حريص على فوز المرشح القادم من حزبه في الإنتخابات.