الخميس، 6 يونيو 2013

العلاقات السعودية الإيرانية.. لنداوها بالتي كانت هي الداء..!


من يستحضر تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية لن يجد إلا فترات قصيرة كانت العلاقات بينهما "مقبولة"، في المجمل كانت إيران عدوة تحت مسمى "شقيقة"، لكن الأهم أن المملكة وعلى كل ما قامت به إيران لم تتخذ أي خطوة حقيقة وملموسة ضدها!
إيران لم تنسى يوماً الدعم السعودي للعراق في حربها مع العراق والتي استمرت منذ عام 1980 حتى عام 1988م، وقد أثارت ولسنوات الفوضى في موسم الحج، أنشأت خلايا في شرق المملكة سُميت حزب الله السعودي، كانت خلف تفجيرات الخبر، لأكثر من مرة يتم القبض على خلايا تجسسية إيرانية في المملكة، تم الإعتداء على القنصلية السعودية في إيران، والتورط في التخطيط لعملية اغتيال السفير السعودي في واشنطن. بالتأكيد ان هذا غيض من فيض، ولكن السؤال وبعد كل هذا، ماذا فعلنا لمجابهة هذه العدوانية الإيرانية.
اسئلة كثيرة أطرحها ولا أجد لها جواب، هل ننتظر إيران حتى تعوث بنا فساداً لكي نرد عليهم! لست اتحدث هنا عن مواجهة عسكرية، فالجميع يعلم ان ميزان القوى في صالحهم، ولكني اتحدث عن حرب من نوع آخر، حرب من جنس العمل، فمثلما تفعل بنا نفعل بهم.
إن إيران بلدٌ سهلٌ اختراقه، فهو متعدد القوميات والديانات والمذاهب، يعاني فيه العرب في إقليم الأحواز، وهو إقليم كبيرٌ غنيٌ بالنفط، من عنصرية مقيته حرّمت عليهم حتى تسمية أبنائهم بأسماء عربية! ولدينا أيضاً سُنة إيران والذين يعانون الأمريّن من هذا النظام الطائفي، ولم يسمح لهم ببناء مسجد واحد للسنة في طهران بينما تعج بمعابد اليهود وكنائس المسيحيين، ثم لدينا الشباب الإيراني الغاضب من سياسات حكومته حيث يعيشون فقراً لا يليق بدولة نفطية كبرى مثل إيران، ويتطلعون لمزيد من الحريات حيث تخنقهم ديكتاتورية النظام وإن تلبّسَ بالديموقراطية، كما أن لدينا المهاجرون الإيرانييون وهم بالملايين، ويشتهر عنهم الثراء، فهل هناك أسهل من إختراق مثل هذا البلد وخلق الإضطرابات فيه؟
من جهة أخرى، فكرة أن الغرب عدوٌ لإيران لم تعد منطقية! ما فعلته الولايات المتحدة في دول أمريكا الجنوبية ومناطق كثيرة حول العالم من دعم لإنقلابات عسكرية وتهييج للشارع يؤكد أنها ليست بعاجزة عن فعل ذلك في إيران "لو أرادت" وإيران أسهل من غيرها. في تفجيرات الخبر عام 1996 ثبت لدى الحكومة الأمريكية أن إيران لها يد في تلك التفجيرات، وفقاً لمذكرات رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق "لويس فريد" والتي ذهب ضحيتها 19 جندي أمريكي، ومع ذلك لم تفعل أمريكا شيئاً تجاه ذلك، ولويس فريد في مذكراته يعبر عن غضبه من برود حكومته تجاه ذلك.
أخطاء الماضي من أسباب قوة إيران الحالية، وابتعادنا عن العراق جعلها تحت الإحتلال الإيراني، وهنا نعود لنفس السؤال، هل الولايات عدوة لإيران وهي تسلمها العراق وتسحب قواتها منها وتدعم حكومة موالية تماماً لإيران!
تحاول إيران وبشكل صريح أن تُشيّع من تستطيع لكي تنشئ أُمة شيعية تكون هي قائدتها، لقد كانت ومازالت تبذل وتنفق في مشارق الأرض ومغاربها لنشر المذهب الشيعي، حتى رأينا الأفارقة في أدغال أفريقيا يلطمون في الحسينيات، ولكن المهم ماذا قامت المملكة في المقابل، للأسف أننا تركنا لهم الساحة بعد أن كنا نتسيدها، بل أصبحنا نحاصر العمل الخيري في الخارج ونمنعه.
استحضر الماضي لكي أقول فضلاً لننقذ ما يمكن إنقاذه، ولنتجاهل الغرب في هذه القضية فهم لن ينفعوننا بشيء، لقد تكالبت علينا المصائب من كل جانب، ولو سقطت سوريا بقبضة إيران فهي الطامة الكبرى، وسيكتمل الهلال الشيعي ونحن ننظر ونشجب!
لندعم الأحوازيين وسنة إيران بل وشيعتهم، وكل من لديه نقمة على حكومته. لننشر القنوات الفضائية بالفارسية والعربية لنشر أباطيل معمميهم، ونقدم لهم الإسلام الصحيح، لنوصل بث هذه القنوات لإيران والعراق والخليج وبلاد الشام وبذلك نُبطل أهم أسلحتهم وهي العقيدة. وأخيراً لندعم الثورة السورية فإنها إن نجحت- بفضل الله- ثم بنا كسبنا على كافة المستويات وأهمها على المستوى الداخلي السعودي الذي سيكون ممنون جداً لقيادته على ذلك، وسيضعف ذلك إيران وحزبها، وستعود موازين القوى للتوازن ولو قليلاً.
هذه أُمنيات محب ومشفق على وطنه علّها تصل..!


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

1- انت قلت (إيران لم تنسى يوماً الدعم السعودي للعراق في حربها ضدها) التي امتدت لمدة ثماني سنوات ، هذا يعني اعتراف منك بان ايران لم تبادر بمحاربة السعودية و لكن أتت افعالها كرد فعل لوقوف السعودية بجانب العراق.
2- اذا كانت ( إيران بلدٌ يسهلٌ اختراقه) لما صمدت طوال هذه السنين في وجه العواصف ، ثم ماذا فعلتم انتم لتسهيل هذا الاختراق المزعوم لا شئ بالطبع فقط تصريحات و افكار حتي ضاع العراق.
3- فكرة أن الغرب عدوٌ لإيران لم تعد منطقية! الغرب يبحث عن مصالحه حتي ولو كانت مع ايران ضد دول الخليج ، انتم من ساعد الغرب في الاطاحة بحكم صدام حسين (السني) و الان تبكون علي المد الشيعي الذي يحاصركم
4- نشر الفوضي داخل ايران ودعم جهات معارضة ستقابله ايران بالمثل و ربما تكون هنالك حرب اقليمية بحجة حماية الامن القومي الايراني.
5- ايران ليست عدو بالمفهوم الاستراتيجي للعداء العدو الحقيقي هو (الغرب و اسرائيل) ايران يمكن ترويضها بواسطة العلاقات الدبلوماسية و تبادل المصالح المشتركة نسبة للوجود الايراني الكثيف داخل امارات و ممالك الخليج ، هذا أمر ليس مستحيلا؟؟ لكن يبقي السؤال هل امريكا و الدول الغربية سوف تسمح بذلك؟؟؟