الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

وفاز أبوحسين.. دروس وعبر .. شاهدتها!



اسدل الستار البارحة على فوز كبير للرئيس الأمريكي بارك أوباما على نظيرة مت رومني، ومخالفاً كل التوقعات واستطلاعات الرأي، حيث فاز أوباما بـ 303 نقطة، بينما حصد رومني 206، ويكفي المرشح أن يحصل على 270 نقطة ليضمن المقعد الرئاسي. وبلغ العدد الإجمالي للمصوتين أكثر من 117 مليون  ناخب.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت الأجواء في الولايات المتأرجحة (أو المترددة) والتي لم تحسم لأحد الطرفين بعد صاخبه، والحملات الإنتخابية على أشدها وأنصار الفريقين ينتظرون لساعات في أجواء باردة ليسمعوا خطاب مرشحهم المفضل، مثل أوهايوا والتي اختارت لاحقاً أوباما. بينما الولايات المحسومة والتي كان يعلم المرشحان أنهما سيحصلان عليها فكانت أكثر هدوءً، فليس هناك ما يستدعي إضاعة الوقت والمال فيها، مثلاً كلفورنيا كانت محسومة لأوباما، وتكساس محسومة لرومني.
وبما أني أدرس مادة الآن عن الرئاسة الأمريكية فكان موضوع الإنتخابات حاضراً في كل محاضرة، وكانت القاعة منقسمة بين أوباما ورومني، لكن ما أعجبني فعلاً أن لامجاملة لدى الأمريكيين، فمناصري أوباما كانوا أول من ينتقده على سياساته الخاطأة ووعوده الرنانة التي لم يحقق الكثير منها، لم يحاولوا تلميع صورته أمام أنصار رومني، لكن في المقابل كانوا يؤمنون أن أوباما رغم "سؤه" أفضل من رومني. وفي المقابل مناصري رومني كانوا ينتقدونه على بعض تصريحاته والأخطاء التي صدرت منه مثل الفديو المسرب الذي تحدث أن هناك 47% من الشعب الأمريكي سيصوتون لأوباما في كل الأحوال، وأنهم لايهمونه.
بالرغم من هذه الأجواء الحماسية والتنافسية لم نرى أي احتكاك أو مشاكل بين الطرفين، كلٌ يعمل ويحترم الأخر.
والبارحة كنت أحضر تجمع في جامعتي نظمه قسم العلوم السياسية لمتابعة صدور النتائج والتي كانت تأتي تباعا،ً وكل بضع دقائق يعلن عن فوز أحد المرشحين بإحدى الولايات، فتتعالى أصوات المناصرين، كانوا يجلسون بجانب بعضهم البعض دون احتقانات أو تشنجات، أبهرنتي هذه الروح الجميلة. وقد توّج الروح الجميلة مباركة رومني لأوباما والتي تمنى بها التوفيق للرئيس وأثنى عليه، ثم حضر الرد الأجمل من أوباما الذي أثنى على رومني وفريق عمله. هذه القيم يتعلمها صغارهم وينشؤون عليها، وهي بكل تأكيد أحد أسرار سيادتهم للعالم.
سواء كنت تحب أو تكره أمريكا، يجب أن تكون منصفاً في وصف هذا العرس الرئاسي البهيج، الجميع يتوجه للشعب ويطلب رضاه لكي يحصل على أصواته ويصل للكرسي، ثم يعلم أن أمامه 4 سنوات وسيقول الشعب كلمته من خلال تقييمه لعملك، فالشعب هو الرقيب الأول. ثم إن الرئيس حتى لو ترشح لفترة رئاسية ثانية، فإنه حريص على تقديم ما يرضي الشعب عنه، فهو من جهة أخرى حريص على فوز المرشح القادم من حزبه في الإنتخابات.

ليست هناك تعليقات: